التحقيقات في مذبحة كفر الدوار: المتهم اعترف بقتل العائلة بقصد سرقة الماشية
أدلى «الجزار» المتهم بارتكاب مذبحة كفر الدوار فى البحيرة التى أدت إلى مقتل 7 من عائلة واحدة، باعترافات تفصيلية طوال التقصي معه اليوم في مواجهة الإدعاء العام، وأعلن المدعى عليه عن تفاصيل الجناية المروعة التى استغرقت ما يقارب أربعين دقيقة، واعترف المشتبه به بأنه قتل المجني عليهم بغرض الإستيلاء، وأنه قام بالتوجه للقاء الوالد فى بيت المجني عليهم الذى يحدث فى «عزبة الطرح»، وسط الزراعات وعلى حتى الآن ثلاثمائة متر من بيوت أهالى القرية، وقررت النيابة إحتجز المدعى عليه لبرهة 4 أيام على ذمة الاستجوابات، ونسبت إليه تهمة القتل العمد، وحيازة سلاح أبيض.وأتى فى الاستجوابات أن المدعى عليه اعترف بإنهاء حياة «الجدة» زينب عبدالعال منحة، 65 سنة، ووَلدها حسنى سعد أحمد، 38 سنة، عامل، ومالك البيت، وقرينته رانيا محمد، 35 سنة، وأبنائهما الأربعة «شهاب وعبدالرحمن ومحمد ومسعود»، طعناً بالسكين وإحراق البيت لتخبئة تفاصيل شكلية الجناية وترحيل الشك عنه.
وقالت أصول بالنيابة إن التحريات مع المدعى عليه، ظلت ما يقارب ٨ ساعات مستمرة، بعد إعتقاله على الفورً إنفاذاً لقرار الإدعاء العام، تشييد على إستجوابات أجهزة الشرطة والأمن، التى شددت ارتكاب المدعى عليه الجرم، وأصدر المستشار محمد عمر، رئيس النيابة الإجمالية لنيابات في شمال دمنهور، والمستشار أسامة المسلمى، رئيس نيابة مقر كفر الدوار، المرسوم بحبسه ٤ أيام على ذمة التحريات، بعدما وجهوا له تهمة قتل ٧ أشخاص من عائلة واحدة.
وقالت منابع مطلعة على التقصي إن الإدعاء العام سوف تحيل المدعى عليه للمحاكمة الجنائية أثناء الساعات القليلة المقبلة، وإنها استعجلت تقارير الطب الشرعى المخصصة بالضحايا، تمهيداً لإحالة المدعى عليه للمحاكمة بعدما سجلت له الاعترافات التامة بما يختص الموقف، وقمت بالذهاب وأجرت معاينة لموضع الحادث.
إحتجز "الجزار" المدعى عليه بارتكاب مذبحة كفر الدوار
وأتى فى الاستجوابات والاستجوابات التى جرت بمعرفة ضباط قطاع الأمن العام، تحت مراقبة اللواء علاء الدين سليم معاون أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، أن المشتبه به اعترف بتفاصيل الجناية المروعة قائلاً إنه كان يجتاز حديثاً بضائقة مادية لإدمانه المخدرات والكحوليات وعدم عثوره على عمل، ويحوز أسبق علم بالمجنى فوقه وارتباطهما بعلاقة صداقة كونهما مقيمين بنفس العزبة وعلمه بامتلاك المجنى أعلاه عدداً من رؤوس الماشية يقوم بتربيتها بالحظيرة الملحقة بمسكنه، فعقد العزم على قتله بغرض إستيلاء على الماشية.
وأزاد المشتبه به أنه اتفق مع قائد سيارة، أربعين سنة، على نقله بمركبة نقل قيادته لشحن ماشية من قريته إلى واحدة من متاجر الماشية، وتوجه بعد ذاك لبيت المجنى فوقه، وطوال وجوده بداخله باغته بالتعدى أعلاه بالإعتداء باستعمال سلاح أبيض «سكين» محدثاً إصابته، ولدى استغاثة المجنى فوقه وخروج أمه لاستطلاع الشأن تخطى أعلاها بالسكين محدثاً ما بها من كدمات أودت بحياتها، وبعد هذا قتل القرينة وأولادها الأربعة.
التحقيقات: في وقت سابق اتهامه فى 5 قضايا.. وأشعل النار فى البيت لحرق أجساد المجني عليهم وتخبئة آثار الجرم
وتابع المشتبه به قائلاً إنه حتى الآن قتلهم طعناً أشعل الحريق بالبيت فى مسعى لتخبئة جريمته، وولى دبره، ثم إتجه لمنطقة برج العرب بالإسكندرية عند واحد من أقاربه مدعياً تعرُّضه لحادث عربة. وكشفت الاستجوابات والاستجوابات أن المدعى عليه في مرة سابقة اتهامه فى 5 قضايا «حريق عمد وبلطجة ولطم وتموين وسرقة». وأوضحت إستجوابات واستجوابات المباحث أن مطلع المناسبة كانت بورود إخطار من أهالى عزبة الطرح إلى رئيس مباحث كفر الدوار باشتعال حريق ووجود جسامين فى بيت بمنطقة الزراعات.
وعقب ورود التبليغ، انتقل فرقة رياضية من ضباط مفتشى قطاع الأمن العام، وذكرت المعاينة أن الجُسمان الأولى لـ«الجدة» متفحمة وبها متعددة طعنات، واتضح احتراق كفّى الذراعين من آثار الحريق.
وأظهرت المعاينة أن الجُسمان الثانية كانت لابنها ومصاب بطعنات وتفحم جثته، واحتراق كفّى الذراعين، واتضح تفحّم جُسمان قرينته والابن الأضخم شهاب وإصابته بعدة طعنات، وجثته متفحمة هو الآخر، وأظهرت المطابقة أن الولد «عبدالرحمن» جريح بقرابة 12 طعنة فى غير مشابه مناطق جسمه، وأن الغلام الأصغر ليس به طعنات أو آثار حريق، وأنه لفظ أنفاسه الأخيرة مختنقاً بدخان النيران، وعقب مشابهة الجسامين عرضت النيابة قراراً بتوضيح الجسامين على الطب الشرعى لتشريحها لبيان عوامل الهلاك.
وجرى إستحداث فرقة رياضية بحث بقيادة قطاع الأمن العام أسفرت مجهوداته عن التوصل لتحديد مرتكب المناسبة الذى يعمل جزاراً يسمى «شريف»، 34 سنة، في مرة سابقة اتهامه فى 5 قضايا، ومقيم بنفس العزبة، وعقب تقنين الأعمال وباستهدافه تم ضبطه، وتبينت إصابته بجروح باليد اليمنى والجبهة، بمواجهته بما توصلت إليه الاستجوابات قبِل بها واعترف بارتكابه الجرم.
واستمرت الشرطة بالبحيرة، فى إنفاذ سور أمنى بخصوص بوابات ومخارج «العزبة» الموالية وكثف رجال الأمن وجودهم في مواجهة بيوت أسر المجني عليهم، وإضافة إلى بيوت عائلة المشتبه به المقبوض أعلاه ورفض فيه ذوي قرابة المجني عليهم وافق العزاء، مطالبين بشكل سريع تقديم الجانى للمحاكمة والقصاص منه.
وفجّر محمد شحتة، ٦٥ سنة، أب «رانيا» مجني عليه مذبحة كفر الدوار، مفاجأة بخصوص توثيق الطب الشرعى الصادر بصدد ابنته، وصرح إن التقرير أعلن أن من وقع في حقه الجرم كانت حاملاً فى شهرها الـ4، وأنها لم تكن تعرف هذا، وهى على قيد الحياة، مطالباً بشكل سريع سيطرة على المذنبين والإشعار العلني الرسمى عن أسمائهم.
وتحدث «شحتة» لـ«الوطن» إن القاتل نفذ جريمته من دون رحمة، ولم يفكر فى عائلتين اشتعلت فى قلوب أفرادهما نار الحزن والحنق، لافتاً حتّى ابنته كانت حاضرة بييته ليلة الحادث، وذهبت إلى بيت قرينها عقب سهرة مع الأسرة، استعادت فيها ذكرياتها منذ الطفولة، مثلما لو أن شريط ذكرياتها مر في مواجهتها ليلة الحادث.

